هل سأنال شرف الوقوف في نفس موضع أقدام شهداء الثورة؟
أتحسس خطاهم وأتتبع عبقهم
أرى ما رأوا بأعينهم من أسراب الحمام الأبيض وهو يرفرف في قلوبهم قبل أن يكون أمامهم
أتحسس طريقي بين ملائكة الرحمة التي تصلي وتدعو بالمغفرة لهذا النبع الأصفى .. أرقى من مشى هنا منذ أن وجد هذا الميدان
لا أدري لماذا سمي سابقاً بالتحرير.. لكنه اليوم يستحق هذا اللقب ولا يليق به غيره
ترى هل رأوا الجنة لحظة استشهادهم؟
ماذا رأى الشهيد المبتسم عند موته كي يبتسم هكذا؟
هل رأى دموع أمه الممتزجة بفرحتها؟
هل سمعها وهي تدعو أن يتقبله الله في شهدائه؟
هل أحس بنبض قلوب المصريين تودعه وتدعو له وتفرح من أجله؟
لمن فرقتنا اليوم؟؟
تجمعنا في سبيل الله
في سبيل الوطن
من أجل الحلم والعلم
والآن تفرقنا الظنون
"إن بعض الظن إثم"
إثم أن ترمي أخاك بتهمة الخيانة
إثم أن تحرض أخاك على أخيك
إثم أن تفكر في مصلحة.. وتنسى الوطن
إثم أن تنسى الغاية والأمل والحلم
كم أثمنا حقا.. ونحتاج لتوبة لتعيدنا لبراءة ثورتنا الأولى
ربما ألفنا الفرقة فلم نلبث أن نعود إليها، لكن بذرة الوحدة ستنضج ما دامت التربة صالحة..وهي كذلك الآن بعدما تجهزت بسماد الحرية وتنفست نسيم الفخر
يوما ما سنعود.. وأتوقع أنه اقترب بإذن الله
أما ميدان التحرير فلابد أن يكون بداخل كل منا.. نقطة نعود إليها لنصلح الأخطاء ونحتج على أنفسنا إذا قصرت في طريقها.. نقطة تجمعنا بقلوبنا إذا ابتعدنا
هكذا سيظل ميدان التحرير في عيني.. ميدان الحرية والفخر والمطالبة العادلة بحقوق البسطاء