29 سبتمبر 2009

مجــــرد حـــلـــم...


الحب... كان معنى هذه الكلمة لا يطرأ بذهنه... لم يقابل يوماً من تحرك قلبه وتجعله يهيم بها كما يرى أقرانه... كان يتساءل لماذا لم يقابلها حتى الآن؟ رغم تساؤله هذا إلا أنه كان لا يعير هذا التفكير أي اهتمام... إلى أن زارته في حلمه... كانت أجمل من كل ما رأى من البشر... رقتها... حنانها... حبها... كان يظل في حلمه لا يريد الاستيقاظ منه حتى يظل يراها... لكن للأسف يستيقظ من نومه... يبحث عن ملامحها في ذاكرته فلا يجدها... كانت أجمل حلم... تخيل انه سينسى هذا الحلم غير المفهوم لكنه لم يكن يتوقع أن تزوره مرة أخرى... أصبح ينتظر الليل بفارغ الصبر حتى يظل ينظر إليها فقط... كل ليلة ينوي أن يستيقظ ليبحث عنها في الحقيقة لكنه أبداً ما تذكر ملامحها كما يراها في حلمه... فيقنع نفسه بكل ألم أنه مجرد حلم.

هي... كانت ترى كل من حولها يبحث عن الحب في كل مكان... كانت لا تفهم ماذا يعني بالنسبة إليهم حتى يهتموا به إلى هذه الدرجة... كانت تنظر إليه كشيء ليس بالضروري في الحياة... ورغم تفكيرها هذا الذي كان يختلف عن كل من تعرفه إلا أنه بداخلها كانت تشعر أنها تفتقد شيء لا تدري كنهه... ذات ليلة زارها في الحلم... هل يوجد شخص كهذا؟ هل يوجد من يخطف قلبها بمجرد نظرة كما فعل هو في الحلم؟ أقنعت نفسها أنه مجرد حلم وأن هذا لن يتحقق... لكنه لم يكن ليتركها... زارها مرة تلو الأخرى... في كل مرة كانت تتعلق بحلمها أكثر وأكثر... شعرت أن شيء جعل كل ما تؤمن به ينقلب رأساً على عقب... أصبحت تنتظره كل ليلة حتى تنظر إليه فقط... تستمع فقط لكلماته... تتفحص ملامحه وتقول لنفسها لابد أنه يوجد في هذه الحياة... سأبحث عنه في وجوه كل من أراهم لعلي أجده... لكن تستيقظ من حلمها فلا تستطيع أن ترى ملامحه في خيالها... وتعود فتقول انه مجرد حلم.

أصبح كلٍ منهما يرى حلمه بعيداً... كان كلٍ منهما يطمح فقط إلى أن يتحدث للآخر في الحلم... كلما همّ أيٍ منهما أن يتحدث ينتهي الحلم في لحظة... إلى أن جاءت ليلة لن ينساها كلاهما... زارها في حلمها وزارته في حلمه ولكن هذه المرة كان حلماً مشتركاً... تحدث معها لأول مرة... وهي أيضاً تحدثت معه... أخبرها كيف أنه يراها كل ليلة وأنه ينتظر رؤيتها هذه بفارغ الصبر... أخبرته كيف أنه غير كل ما كانت تؤمن به بمجرد نظرة... أخبرها أنه لا يريد في الدنيا إلا هي وأنه إذا لم يكن مقدراً لهما أن يتقابلا في الحقيقة فإنه لا يريد أن يستيقظ من حلمه أبداً... أخبرته أنها تحبه دون أن تراه وأنها تبحث عنه كل يوم ولا تجده... أراد أن يمسك بيديها ليشعرها أنه معها... قالت له في خوف:" أخشى أن ألمس يديك وأشعر بحنانهما فينتهي حلمنا هذا" .... تردد لحظة ثم قال:" سينتهي حلمنا شئنا أم أبينا... إذا كان ذلك لابد منه فلينتهي وأنا أشعر بدفء يديك"... نظرت لعينه ونظر لعينها وقالا في نفس الوقت... أحبك... ثم التقت أياديهما معاً للحظة شعرا فيه بدفء وحنان العالم كله.... ثم استيقظا من الحلم... حاول أن يرسم ملامحها مرة أخرى... وهي أيضاً حاولت أن تسترجع ملامحه في ذهنها...لكنهما لم يفلحا في ذلك... وكان في النهاية مجرد حلم.

0 طاروا معايا في الأحلام:

إرسال تعليق

سيب بصمتك... سيب كلمتك...