كنت أسير في طريق طويل لا أدري هل له نهاية أم لا... ولا أعلم حتى كيف وصلت إليه.... في بداية الطريق رأيت زهوراً زاهية الألوان... اقتربت منها كي أستزيد من عبيرها... لمستها وأنا أتخيل أني ألمس أرق المخلوقات في الكون فإذا بشوكها يفسد هذه الصورة الجميلة التي رسمتها في خيالي.... أدركت أنه لا يوجد شيء كامل في هذا الوجود... يجب ألا أنخدع في المظاهر الجميلة بعد ذلك فربما كانت تحمل في طياتها أشياء أشد قسوة بكثير.
مضيت في الطريق فإذا بي أسقط في حفرة عميقة.... لم أدرك متى حدث ذلك ولا كيف... حاولت الخروج بشتى الطرق فلم أستطع... فقدت الأمل في كل شيء.... فقدت الأمل أن أصل إلى القمة مرة أخرى... وأنا أجلس في القاع أنظر إلى القمة بكل أسف رأيت شيئاً جعلني أغير حالي هذا في لحظة... رأيت نملة تحمل قطعة من الخبز وتحاول تسلق هذه الحفرة....حاولت هذه المحاولة مرة تلو الأخرى وفي كل مرة كانت تسقط منها فتحملها مرة أخرى وتحاول.... ظلت هكذا دون أن تفقد في مرة الأمل في نجاحها.... كم شعرت بصغر نفسي أمام عظمة إرادة تلك النملة.... حاولت بعد ذلك مرة تلو الأخرى وفي كل مرة كنت أتدارك أخطائي حتى خرجت من هذه العقبة.... كم كان إحساساً رائعاً أن أصل للقمة بعد هذا المجهود.
واستكملت طريقي... هذه المرة كنت أتأمل كل ما أراه في الطريق لعلني لا أقع في مثل المأزق السابق مرة أخرى... رأيت مشهداً ربما رأيته عشرات المرات من قبل لكني لم أتأمله بهذه الدقة من قبل... رجل بصحبة زوجته فاجأها بأن توقف عند محل للزهور واشترى لها وردة حمراء... ربما ليس لها قيمة مادية تذكر لكن نظرة الحب والامان والسعادة والثقة التي ظهرت على وجهها كانت تساوي ملايين العالم بأكمله... قبّل يدها في رقة واستكمل معها الطريق.
فجأة انتبهت على صوت صبي صغير يبكي بحرقة... نظرت لأرى أب لا يبدو منه أي رحمة بابنه الصغير يبرحه ضرباً لكونه أسقط زجاجة المياه من يده... هل هذا يستحق كل هذا القسوة والجفاء من أب لابنه؟ هل هذا يساوي نظرة الكراهية التي ارتسمت على وجه الصغير بين دموعه المنهمرة؟ كم شعرت بالأسف لهذا الصبي ولهذا الأب الذي يخسر حب ابنه له يوماً بعد يوم بهذه المعاملة.
نظرت إلى الجانب الآخر من الطريق فرأيت محلاً لبيع الفاكهة... كان مكتظاً بالزبائن... ربما للراحة التي تشعر بها عندما تنظر لوجه البائع وترى الرضا والطيبة تظهر واضحة في كل ملامحه... رأيته يسرع خلف رجل اشترى للتو منه شيء من الفاكهة ليخبره أنه أخطأ في حسابها ويتأسف بشدة ويعيد للرجل ما تبقى ماله... كم دل ذلك على الأصل الطيب لهذا الرجل.
وعلى النقيض إذا بي أرى بجواره محلاً لبيع الخضروات... وأرى بكل وضوح هذا البائع الذي يعبث بالميزان حتى يغش الناس عند الحساب... أما علم أن فوقه الله شاهداً على كل شيء؟!
نظرت إلى الأفق البعيد... إلى أين يستمر هذا الطريق؟ كم من الأشياء كانت غائبة عن ذهني حتى رأيتها في هذا الطريق!!
ربما أشعر بالتعب من هذه الرحلة لكنه أبداً لن يساوي قدر استفادتي منها... سأستمر... سأستفيد... سأخطئ ولكن من المؤكد أني سأتعلم من الحياة حتى آخر لحظات عمري.
محاولة لسرد مواقف وقيم من الحياة... تجربة جديدة لا أدري هل تنجح أم لا... منتظرة آرائكم
2 طاروا معايا في الأحلام:
كل ما بقرا موضوع جديد يذداد اعجابي بطريقتك..
اقولك سر: انا متعود لما باجيب لحد وردة اسيبها زي ما هي..بشوكها وعطرها وكل كل حاجة..عشان ديما اللي يحب الورد لازم يتحمل شوكه او ياخدة بحلوة ومـُره.
بجد خلتيني احس ان انا اللي وقعت وبأبص من مكانك :)
ما هي المتناقضات دي اللي بتخلينا نتعلم ان مش كل حاجة حلوة لازم تبقى حلوة من غير اي ألم
بس ساعات استيعاب الكلام ده هو اللي بيبقى صعب اوي
بس ادينا عايشين علشان نشوف ونتعلم من الكلام ده... هو بس الواحد تعب شوية من كتر المتناقضات اللي بيشوفها اليومين دول
شكراً على رأيك ده :)
إرسال تعليق
سيب بصمتك... سيب كلمتك...