لا أدري لماذا أبعث إليك بهذه الرسالة الآن بعد انقطاع دام لشهور عديدة
ربما لأن الضغوط زادت عن الحد وأصبح احتمالها من المستحيلات
هل تعلم أن أحد أسباب انقطاعي عن الكتابة إليك هو خوفي من الكتابة في حد ذاتها لكوني أعرف أنها ستطلق كل مخاوفي علنًا أمام الجميع دون إذنٍ أو خوفٍ أو خجل
وبما أنني قررت العودة فلتذهب أي عوائق إلى الجحيم
أمَّا عن حالتي النفسية فهي في أسوء حالاتها على الإطلاق
عن الكتابة.. ضياع الهدف مع عدم معرفة نهاية علاقتي بها .. أو بدايتها من جانب آخر.. فَقْد الكتابة للميزة الوحيدة وهي كونها مُتَنَفَّس للمشاعر وفقدها لقدرتها على بعث القليل من الراحة كما كانت تفعل طوال عهدها معي
أصبح الشعر كلعنة أصابتني.. أو لأكن أكثر دقة, هي نصف لعنة.. لا هي لعنة مكتملة تريحني وتؤلمني بنتاجها ولا هي مفتَقَدة تمامًا فأبحث عن طريقٍ آخر.. والشعر دون سواه يؤلم أكثر.
عن الحب.. فقدانه مرة يجعله يُفقَد ألف مرة.. الكسر المصاحب لذكره أسوء كثيرًا من ألمه وتوقُّع الكسر من الآخرين يجعل الحديث عنه أو تمنيه خطوة مخيفة في حد ذاتها خاصةً مع الخذلان المتواصل منهم في أمور لم تصل يومًا للحب.. فما بالك إن وصلت !
محاولة البحث أصلًا عن الحب محاولة فاشلة بكل الطرق لأنها تجعلك تتوهمه في كل خطوة مع كل محاولة من الطرف الآخر للاقتراب.. لربما كان اقترابه مقصود به ذلك.. وفي الأغلب لا يكون مقصود به أي شيء.
هل تعلم ! أحيانًا أشعر أنه ليس من حقِّي أن أبحث عن الحب.. وأحيانًا أشعر أنه لابد أن يبحث هو عنِّي.. وأحيانًا أتخيل لهذا الحب أشخاص مقربين يرفضهم المنطق .. ربما يأس أو احتياج عاطفي لأحد.. لا أدري.
انطباعك عن الحب سيؤثر عليه انطباع المحيطين بك.. صديقتي المقربة وصديقي يحاولان جاهدين أن يقنعا أهلهما بالموافقة على خطبتهما.. ويفشلان في النهاية.. وصديقي الآخر يبحث عن حل لجعل أهل حبيبته لا يرفضونه فيفكر في أفكار أشبه بأفلام السينما ويتألم طوال هذه الفترة بما لا يطيقه إنسان.. ولا يبدو هناك أمل في الأفق القريب ولا البعيد لأن الأمر لا يتعلق بهم وحدهم.. في حالاتهم هذه يتعلق أكثر بأهل يتعاملون مع الموقف بمبدأ أن الأبناء هم أطفال لا يستطيعون اتخاذ قرار مجدي في أي أمر, لا سيما قرار كهذا.
وصديقتي الأخرى يتلاعب بها المحيطون لكونها في أضعف حالاتها دون أدنى مراعاة لذلك.
والأخرى تحاول اكتساب الحب بعد خطبتها.. تحاول التشبث به والبحث عنه.. ولا أراها تنجح حتى الآن.
قل لي وبكل وضوح.. هل تتوقع بعد كل هذا أن تكون نظرتي للحب في أحسن حالاتها؟
كفانا كلام عن الحب.. أصبح لا يجدي !
عن الأحلام.. منذ تركت الحلم الوحيد الذي عايشته فترة صغيرة في عملي وأنا لا أستطيع أن اتخطاه إلى حلم آخر.. الضربات المتتالية على كل المستويات تجعلني أضعف وأجبن من أن آخذ خطوات كثيرة لابد من أخذها.
إحساس الإحباط على المستوى المهني تعدى حدوده حتى أصبحت لا أدري هل أنا التي أتخاذل عن إيجاد حلول أم أنه لا توجد حلول من الأساس !
أحلامي السابقة بتغيير العالم حلَّت مكانها أحاسيس متخبطة لعدم جدوى أي شيء.. بعدم جدوى الحياة نفسها
تجربة واحدة مررت بها جعلتني أحتقر نفسي والمجتمع والعالم ككل وأتساءل جديًّا هل كنتُ أتظاهر بالاهتمام بالآخرين؟ هل حقًّا كنت أرغب في مساعدتهم؟ أم أن كل هذا مجرد مظهر خارجي يُشعِر براحة الضمير أمام النفس !
عن الناس.. لم أتوقع أن أُصدَم مرة أخرى في أحد.. كنت أتخيل أن ما رأيت من قبل يكفي كي أتوقع ذلك قبل حدوثه.. أظل أتساءل وأسألك أيضًا ربما تجد الإجابة.. لماذا يتعامل الناس بهذه الطريقة؟ لماذا لا تكون الحياة أبسط من ذلك؟ لماذا التعقيد والتمثيل والكذب والنفاق؟ لماذا... ؟؟؟
عن اليقين.. الفترة السابقة كانت مليئة بمجموعة من التساؤلات غير المنطقية التي لا أجد لها إجابات مقنعة مما جعلني أتساءل أكثر وأدخل في منطقة ما من الأسئلة لم أصل لها من قبل.. ليس تشكيكًا في اليقين لكن بحثًا عن اطمئنان أكثر.
الأزمة في ذلك أن هذه الفترة تصاحب فترة فتور في القراءة مما لا يساعدني على البحث الجاد للوصول لإجابات !
أنا مرهقةٌ حقًّا .. وفي أمسّ الحاجة لوجودك بجواري
أعلم أنه ليس بيديك.. لكنَّه أيضًا ليس بيديّ.. لا أنتظر ردَّك على هذه الرسالة.. أنا إن أرسلتها إلى نفسي لن أجد لها ردًّا.. فقط لا أريد أن أكون أضعف من طبيعتي المعتادة.. لربما كنتُ في هذه الفترة أشكك في مدى صحَّة طبيعتي المعتادة هذه.
سامحني على هذه الإطالة.. كنت أحتاج لمواجهة كل ما يشغلني جملةً واحدة.
سأرسل لك مرة أخرى.. فقط لا تملّ منِّي أرجوك :)
دمتَ بخير
-----------------------------------------------------
الانقطاع عن المدونة طول الفترة دي كان فيه فترات حلوة وفترات وحشة كتير.. لكن وجود المدونة على طول كان بيديني احساس بالأمان.. مكاني الأولاني موجود على طول وده شيء مطمئن في حد ذاته !
4 طاروا معايا في الأحلام:
كنت ع الريدر بالصدفة لاقيت تدوينتك :) من زمان لا تابعت ولا علقت
بس بصراحة خدنى حنين كده للتدوين ايام ماكان الواحد يادودو بيحكى براحته
اللخبطة والحيرة والتفكير الكتير فترة وهتعدي بس مش بتنتهى بيختلف شكلها من مرحلة للتانيه واحب اقولك واطمنك ان اللى شبهنا غالبا مش بيرتاحوا ابدا لانهم مش بيعرفوا يبطلوا يتفرجوا ع الدنيا ويفكروا فى كل تفصيله ويدورلها على سبب
:)تصبحى على راحة قلبك وعقلك
مساء الخير ...
رسالتك طويلة ...
لكنها رائعة ...
ليس بسبب بلاغة الكتابة ولا دقة التصوير ...
ولكن لأنها تنبع من النفس ...
حتي أنني دونت طوال مسيري النقاط التي سأعلق عليها ...
أولاً ...
الكتابة أو الكلام أو البوح أو ....
أعتقد في قاعدة عند إليف شافاق تفي بالقضية ...
“عندما أشعر بأنني يجب أن أقول شيئاً، فسأقوله حتى لو أمسكني العالم كله من رقبتي وطلب مني أن أسكت.”
وهناك أيضا تشبيه سلمان العودة بأن نصر دوماً علي قول كلمتنا الأخيرة ...
حين قال يجب ألا نرحل من الحياة بدون أن نخبر كلمتنا الأخيرة ...
أما الشئ الثاني ...
فهو البحث عن الحب ...
هههههه
من يحبث عن الحب مسكين ..
ومن ينتظر قدومه متكبر ...
هههه
“There is never a time or place for true love. It happens accidentally, in a heartbeat, in a single flashing, throbbing moment. ” — Sarah Dessen
أعتقد الإقتباس ده يكفي أيضاً ...
أما الشئ الثالث ...
الحلم ...
لا يمكن أن نتخلي عنه أبداً ...
لأنه ليس جزءً منفصلاً عنا بل هو أحداث تؤرخ مستقبلنا ...
فما نريده ونؤمن به يتحقق فعلا ...
ولكن في الوقت الذي نتخلي فيه عن طموحاتنا وأحلامنا ...
فلا نلومن العالم من حولنا ...
بل يجب أن نلوم أنفسنا ...
لا لشئ إلا لأننا لم نكن نؤمن به كفاية ...
أو لأننا أخطأنا في معرفة ما نريد ...
تحياتي يا افندم ...
لكن موضوعك كان جيد بالفعل ...
thx
كشف تسربات المياة
غسيل خزانات
شركة نظافة عامة
رائع كتابات جميلة و الاجمل منها انها تخرج من باطن القلب
إرسال تعليق
سيب بصمتك... سيب كلمتك...